الأعسر الشيزري، شاعر متوسط الشعر، من أهل شيزر وكان أبوه يحيى فارسا مذكورا بها، موصوفا بالشجاعة، وجدّه صافي من أتباع بني منقد بها. وانقطع زماخ إلى سابق الدين عثمان الداية صاحب شيزر.
أنشدني أبو السعادات المبارك بن أبي بكر بن حمدان الموصلي لزماخ بن يحيى بن صافي الشيزري ذكر لي أنها من جملة قصيدة مدح بها ناصر الدين أبا سعيد محمد بن شيركوه المعروف بالملك القاهر، وأنه شاهدها في مدائحه:
يروى نداه الصدى مع عظم صولته … كصفحة السيف من ماء ومن نار
الطيب الخيم والأصل القديم له … المجد الموثّل والعاري من العار
ولو جرى في نداه الناس أغرقهم … ما كل ماء على شاط بزخّار
فاق الورى بأياديه التي هطلت … من الندى سحبا من بحره الجاري
اجتزت في بعض السنين بشيزر، فسألت بعض من حضر عندي من أماثلها، عن شعراء شيزر فذكر لي زمّاخ بن صافي الأعسر، ومضى الى منزله وسيّر لي رقعة فيها أبيات كتبها زماخ المذكور عن سابق الدين عثمان بن الداية الى سنان صاحب الدعوة النزارية، جوابا عن أبيات كتبها سنان الى سابق الدين عثمان يتهدده وهي:
يا ذا الذي بقراع السيف هددني … لا قام مصرع جنبى حين تصرعه
قام الغراب الى البازي يهدده … واستأسدت للقاء الأسد أضبعه
(٢٠١ - و)
يا من يفك فم الأفعى بأصبعه … يكفيه مما تلاقي منه أصبعه
قال: فأجابه زماخ الأعسر عن سابق الدين عثمان بهذه الأبيات: