للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا من يقول مقالا ليس تسمعه … أذني ولا هو ذو قدر فيرفعه

وظني بقراع السيف أوعده … والرعب في قلبه والخوف يقطعه

وما درى أنني البازي ترهبه … نفس الغراب الذي في الكهف موضعه (١)

وأنني أسد والأسد ترهبني … هذا وكم أسد بي حان مصرعه

والضبع أنت ورجلاك العراج بها … والضبع أعرج والميتات مرتعه

ما يستحي ثعلب مع ضعف أسرته … يمر بالأسد الضاري يفزّعه

وقد فككت فم الأفعى فما قدرت … يوما على إصبع مني فتلسعه

والسم ليس يضر الآن جسم فتى … الله يحفظه مما يروعه

فالعير لا يرهب الأفعى ويأكلها … قسرا ومن خالص الدرياق مدمعه

فكم تغطي الهدى جهلا وتستره … بأسود الكفر والايمان يقشعه

هدد بذلك غيري كي تخوفه … ما يجزع الطود من شن يقعقه

توفي زماخ الأعسر هذا في سنة عشر أو إحدى عشرة وستمائة، فإنني سألت ابن أخيه عن وفاة عمه، فقال: مات قبل موت السلطان الظاهر بسنتين (٢).

***


(١) -الكهف احدى قلاع الدعوة الاسماعيلية الجديدة.
(٢) -توفي الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين سنة ٦١٣ هـ‍، زبدة الحلب: ٣/ ١٧٠ - ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>