أبو علي الشاتاني الديار بكري المعروف بالعلم، وكان ينبز بقاع، وشاتان قلعة من نواحي ديار بكر (٢٠١ - ظ) كان فقيها أديبا شاعرا، جيد الشعر ظريفا، رحل الى بغداد وتفقه بها على مذهب الامام الشافعي، بالمدرسة النظامية، علي أبي الحسن علي بن سليمان الأصبهاني، ثم قرأ الفقه من بعده على أبي علي الحسن بن ابراهيم الفارقي، وأبي منصور سعد بن محمد الرزاز.
واشتغل بالأدب على الشريف أبي السعادات بن الشجري، وأبي منصور بن الجواليقي، وسمع بها الحديث من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأبي القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام وأبي القاسم هبة الله بن الحصين الشيباني، وأبي الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأبي بكر محمد بن القاسم الشهرزوري.
كتب عنه الحافظ أبو القاسم بن عساكر، والحافظ أبو المواهب الحسن بن صصري، والعماد أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الأصبهاني روى لنا عنه شيئا من الشعر أبو محمد المعافى بن اسماعيل بن الحدوس، والفقيه أبو محمد اسماعيل بن هبة الله بن باطيش.
وقدم الشام سنة احدى وثلاثين وخمسمائة، وعقد بها مجلس الوعظ، وعاد الى شاتان، ثم انتقل الى الموصل وسكنها مدة، وسيره أتابك زنكي بن أق سنقر، وكان صاحب الموصل، رسولا منه الى دار الخلافة، والى عدة أطراف مرارا متعددة، وأقبل عليه الوزير (٢٠٢ - و) أبو المظفر يحيى بن هبيرة، وأكرمه ومدح الوزير بقصيدة حسنة، وكان بالموصل في كنف الوزير جمال الدين محمد بن علي، وجيها عنده، وتولى البيمارستان بالموصل، وتصرف في وقفة، فلما نكب الوزير جمال الدين اختل أمره فارتحل الى الشام، وقدم حلب، وأقام بهامدة يغشى القاضي محي الدين أبا حامد محمد بن محمد بن الشهرزوي الحاكم بها يومئذ.