أبو العلاء الكاتب الطبراني النصراني شاعر مجيد، وكاتب بليغ له شعر حسن وحظ وافر من الأدب، وكان كاتبا للأمير مكين الدولة أبي علي الحسن بن علي بن ملهم، وقدم معه من طبرية الى حلب، وكتب له أيام ولايته، فلما انقضى أمر ابن ملهم، وتسلم حلب الامير أبو سلامة محمود بن نصر بن صالح بن مرداس، قصد محمود واتصل بخدمته، وكتب له وحظي عنده، وصار عنده في محل الوزارة، فلما نزل السلطان ألب أرسلان على حلب ورحل عنها، وتنكر محمود على أصحابه، قبض على أبي العلاء وتغير له عما كان عليه.
وذكر أبو غالب همام بن الفضل المعرّي أنه كان وزيرا لمحمود وقبض عليه في سنة ثلاث وستين وأربعمائة، حين عاد الى حلب بعد رحيل السلطان عنها وتوجهه مع السليماني الى ناحية دمشق (١).
أخبرنا الخطيب أبو عبد الرحمن محمد بن هاشم بن أحمد بن عبد الواحد ابن هاشم قال: أخبرني أبي هاشم قال: أخبرني أبي أحمد قال: أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد سعيد بن سنان قال: ح.
وأنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الشاعر: كتب إليّ الشيخ أبو العلاء زرعة بن موسى الكاتب: (١٧٢ - ظ)
وكنت على الأيام دوني طليعة … وردءا إذا كرت عليّ جيوشها
فما أنا إلا كالطريدة غرّها … الفرار فأضحت كلّ كف تنوشها
(١) -انظر تفاصيل أخبار هذه الاحداث في كتابي امارة حلب:١٢٣ - ١٤٣.