أخبرني أبو الفضل بن أبي البركات بن أبي الرضا بن قرناص قال: أخبرني أبي أبو البركات قال: أنشدني أبي لنفسه أبياتا نظمها لتكتب على أبواب دار لتاج الدولة ابن منقذ بشيزر وكان بينهما مودة: فما كتب على بابكم لمجلس يشاهده الداخل إذا دخل:
أهلا وسهلا بك من واقف … في مجلس عار من العاب
صفه ولا تذممه شيئا فإن … خالفت فانظر ما على الباب
قال: فإذا التفت إلى الباب الآخر وجد عليه مكتوبا:
يا واقفا يفكر في زلة … يأخذها طعنا على الصانع
أي أنني ممن له خبرة … غض فما طرفك بالنافع (١٠٧ - و)
أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هرون بن موسى بن عيسى بن
عبد الله بن محمد بن عامر أبي جرادة بن ربيعة بن خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل:
أبو الحسن العقيلي، عم جدي، كان يؤم بالمسجد الجامع بحلب، ويخطب على منبره، وينوب في القضاء عن أخيه جدّ أبي، أبي غانم محمد بن هبة الله؛ وكان دينا ورعا.
حدث بحلب عن أبيه، وعن الشيخ الإمام العابد أبي محمد عبد الله بن شافع بن مرزوق المقرئ التّيني، وعن جمال العلماء أبي حامد التفليسي، ومشرق ابن عبد الله العابد، وسمع انشاد أبي الفتيان بن حيّوس، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي، وأبي نصر محمد بن الحسن بن النحاس الكاتب.
وكان مولده في سنة أربع وخمسين وأربعمائة، وتوفي سنة أربع عشرة وخمسمائة نقلت ذلك من خط حفيده أبي المكارم محمد بن عبد الملك بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة، ودفن خارج باب قنّسرين في التربة التي كانت تعرف بسلفنا، وكانت موضع المسجد الذي جدده سيف الدين علي بن سليمان بن جندر بالقرب من خان السلطان في السوق، حين عفيت تلك المقابر، ونقل هو وجماعة بني أبي جرادة الذين كانوا بالتربة إلى سفح جبل جوشن، وكان رحمه الله حنفي المذهب.