للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر من اسمه زنكي]

زنكي بن آق سنقر (١):

أبو المظفر التركي، وقيل آق سنقر بن الترغال من قبيلة ساب يو، وقيل إن آق سنقر كان مملوكا للسلطان ملك شاه وقد ذكرنا (٢٠٦ - و) ذلك في ترجمته، ويعرف زنكي بأتابك بن قسيم الدولة، لأنه كان عنده ولدان للسلطان محمود بالموصل يربيهما، وكان مولده بحلب في أيام ولاية أبيه في سنة ثمانين وأربعمائة، وربي بها، وكان في أول أمره مضافا الى آق سنقر البرسقي (٢)، والبرسقي شحنة بغداد، وولاه البصرة، فلما عزل البرسقي عن شحنكية بغداد فارق البصرة وقصد السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه، فأكرمه وأقطعه البصرة وأعاده اليها في سنة ثمان عشرة وخمسمائة، ثم ترقت به الحال الى أن ملك الموصل في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، وكان ختلغ آبه بحلب وأساء السيرة مع أهلها، فحصروره، وبالمدينة بدر الدولة سليمان بن عبد الجبار بن أرتق، فأجمع رأي ختلغ آبه وسليمان على أن سارا الى أتابك زنكي ويحكماه فيما يفعل، فلم يوقع لواحد منهما بحلب، وتوجه إليها فقدمها، وكان له أتراب (٣) بحلب من الحلبيين، قد تربي بينهم، فكانوا يميلون إليه لذلك فسلموا الى نائبه حلب في شهر رمضان سنة احدى وعشرين وخمسمائة وتوجه إليها فتسلمها في سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة في جمادى الآخرة وتوجه بعد ذلك الى السلطان محمود، وعاد في سنة ثلاث وعشرين ومعه توقيع مجدد بولاية الجزيرتين والشام وحلب والشط‍، وملك: حمص، وحماة، وبعلبك، والرقة ودارا، وحران، ورأس عين، واشتغل بمحاربة الفرنج، ففتح من أيديهم معرة النعمان، وكفر طاب وبارين


(١) -سبق لي نشر هذه الترجمة في كتابي الحروب الصليبية:٧٢٥ - ١٣٨.
(٢) -تقدمت ترجمته.
(٣) -الترب من ولد معك أو كان من سنك. القاموس.

<<  <  ج: ص:  >  >>