تساوى الناس في طرق المنايا … فما سلم الصّريح ولا الهجين
تديّنا البقاء من الليالي … ومن أرواحنا توفى الديون
وذكره الرشيد بن الزبير في كتاب جنان الجنان ورياض الأذهان، وأورد له قوله:
له راحة ينهلّ من فيضها الندى … فنهل في معروفها البدو والحضر
(٢٠٤ - و)
ووجه يضيء البدر في قسماته … وأحسن ما في أوجه البشر البشر
أنشدني عبد الرحمن بن عوض المعري لسالم بن مفرج بن أبي حصينة، وكان أحدب وتحاكم هو وابن المنجم علي بن مفرج الشاعر بمصر عند القاضي صدر الدين الكردي الماراني، فحكم صدر الدين على ابن المنجم، فعمل ابن المنجم:
تعصّب صدر الدين للأحدب الذي … عدا يدّعي شعرا وليس بذي شعر
فقلت معاذ الله يصلح في الورى … تعصّب هذا الصدر إلاّ لذا الظهر
[سالم بن مكي بن محمد بن ثوابة بن عمرون]
أبو المرجا الكلاعي الحمصي، شاعر جيد، عارف بالنحو، كان يتجر في الكتب، وقدم حلب، ذكره الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود النجار في تاريخه المجدد لمدينة السلام-بما أجازه لنا-وقال: سالم بن مكي بن محمد بن ثوابة بن عمرون الكلاعي، أبو المرجا، من أهل حمص، أديب فاضل يقول الشعر الجيد، ويعرف طرفا من العربية، وكان يقدم علينا بغداد كثيرا، يقيم بها ويشتري الكتب ويسافر بها الى الشام للتجارة، علقت عنه شيئا من شعره، وكان متدينا حسن الطريقة طيب الأخلاق كيّسا.