ابن اسماعيل بن نبهان بن محمد الشافعي القاضي الفقيه الحموي، الملقب بالعماد، ويعرف أبوه بابن المقنشع، فقيه فاضل متورع، ولي قضاء حماة سنة اثنتي عشرة وستمائة، وبقي قاضيا بها إلى أن عزل عن القضاء، وتوجه إلى حلب فأقام بها مدة وتأهّل بها، وقطن، ثم رحل منها إلى حمص واتصل بخدمة الملك المجاهد شير كوه بن محمد بن شير كوه، وحظي عنده ثم من بعده عند ولده الملك المنصور إبراهيم، وسير إلى بغداد منها رسولا مرارا متعددة، وإلى حلب وغيرها من البلاد، ثم انتقلت حمص إلى الملك الأشرف موسى بن إبراهيم، فسيره رسولا إلى مصر إلى صاحبها الملك الصالح أيّوب، وكان قد صاهر وزير الملك الأشرف المخلص بن قرناص على ابنته، فتجدد من الحوادث أن قبض الملك الأشرف على وزيره المذكور، حميه ابن قرناص، فلم يعد إليه من مصر، وأقام بالديار المصرية إلى أن ولاه الملك الصالح أيوب القضاء بمدينة مصر، فبقي قاضيا يحكم بين الناس إلى أن عزل عن القضاء في سنة إحدى وخمسين وستمائة.
وكان موفقا في أحكامه عادلا في أقضيته حافظا لناموس القضاء، فقيها معتبرا، عارفا بالمذهب والخلاف، له هيبة وتصون وكان قد ولي التدريس بالمدرسة الأسدية بحلب، وولي التدريس بالنورية بحماة (١). (١٦٨ - ظ).
ولما عزل عن قضاء مصر توجه منها إلى دمشق، فأقام بها مدة، ثم استدعي إلى حماة ليتولى قضاءها، وطلب من الملك الناصر يوسف لذلك، فسير إليه في ذلك،