ويعرف بحيار بني عبس أيضا. وهي منسوبة إلى بني القعقاع بن خليد بن جزء بن الحارث العبسي، وهم أخوال الوليد وسليمان ابني عبد الملك بن مروان. لأن أمهما ولادة بنت القعقاع بن خليد بن جزء، وقيل هي ولاّده بنت العباس بن جزء.
وكان الحيار بلدا قديما، فصار الآن منزلا للأعراب، ويعرف بقنّسرين الثانية، فإنني قرأت في كتاب البلدان لابن واضح الكاتب في تعداد كور جند قنسرين والعواصم، قال: وكورة قنّسرين الثانية وهي حيار بني القعقاع وأهلها عبس وفزاره وغيرهم من قيس.
وذكر أبو الحسين بن المنادي في كتابه المعروف بالحافظ أن الحيار من الإقليم الثالث.
وذكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتاب البلدان فيما حكاه عن شيوخه، ونقلته من خط بنوسه، قال: وقالوا: وكان حيار بني القعقاع بلدا معروفا قبل الإسلام، وبه كان مقتل المنذر بن ماء السماء اللخمي ملك الحيرة، فنزله بنو القعقاع بن خليد بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة ابن ربيعه بن مازن بن الحارث بن قطيعه بن عبس بن بغيض، فأوطنوه فنسب إليهم، وكان عبد الملك بن مروان أقطع القعقاع به قطيعة، وأقطع عمه العباس بن جزء بن الحارث قطائع أو غرها له إلى اليمن، وأوغرت بعده، وكانت، أو أكثرها (٤٠ - ظ) مواتا. وكانت ولاّدة بنت العباس عند عبد الملك بن مروان فولدت له الوليد وسليمان (١).