[ذكر من كنيته أبو علي]
أبو علي بن الضرّاب:
الحلبي الشطرنجي الشاعر، شاعر مجود، كان بحلب، وكان يجالس سديد الدولة أبا الحسن بن منقذ، روى عنه أبو علي الحسن بن محمد بن الفضل الكرماني السيرجاني، وسمع منه بحلب، وقد ذكرنا روايته عنه في ترجمته.
قرأت بخط القاضي أبي المكارم محمد بن عبد الملك بن أبي جرادة قال الشيخ أبو علي بن الضرّاب الحلبي يمدح العميد الرشيد شرف الملك أمين الحضرتين أبا سعد محمد بن منصور الأصبهاني:
خليلّي إن لم تسعداني على وجدي … فلا تعذلاني ما شتت الهوى وجدي
تسومان مني سلوة بعد ما بدا … لعيني لمع البرق بالأبلق الفرد
ولو كنتما خدني سهاد ولوعة … وعند كما من لاعج الشوق ما عندي
(١٣٨ - و)
لما لمتماني في الهوى ورثيتما … لمن بات منه في جهاد وفي جهد
فهل نفحة من جوّ هند أسوفها (١) … وقد عبقت أعطافها من ربى نجد
عليلة أنفاس إذا ما تنفست … أتتك بأنباء عن البان والرند
لعليّ أن أطفي بها نار لوعتي … إذا خطرت أو أن أكفّ بها وجدي
وكيف تكفّ النّار ناسمة الصّبا … وما برحت بالريح ساطعة الوقد
أيا طللى هند سلام عليكما … وإن هجتما لي الوجد يا طللى هند
فكم أرب قضّيته في رباكما … وعيش تقضىّ في ظلالكما رغد
وخالية بالحسن حالية به تروح … على وصل وتغدو على صدّ
من البيض يمتار الضحى من جبينها … وجنح الدجى من فرعها الفاحم الجعد
إذا جال لحظ العين في حسن وجهها … أبى الحسن فيه أن يقر على حد
(١) السوف: الشم والصبر. القاموس.