للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمر بن سعد قال: حدثني رجل عن سعد أبي المجاهد الطائي عن المحلّ بن خليفة قال: فتوادع علي ومعاوية-يعني في المحرم-بصفين، فاختلف الرسل بينهم رجاء الصلح، فأرسل علي عدي بن حاتم، ويزيد بن قيس وشبث بن ربعي وزياد بن خصفة البكري، فدخلوا على معاوية فبدأهم عدي فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أما بعد فإنا أتيناك ندعوا الى أمر يجمع الله به كلمتنا، ويحقن به دماء المسلمين الى أفضلها سابقة، وأحسنها في الاسلام أثرا، وقد اجتمع له الناس وأرشدهم-يعني-الله بالدين، ولو أتيته يا معاوية قبل أن يصيبك الله بمثل يوم الجمل، فقال له معاوية: كأنك إنما جئت متهددا ولم تأت مصلحا، هيهات يا عدي (٣٤ - ظ‍) والله إني لابن الحرب ما يقعقع لي بالشنان، أما والله إنك لمن المجلبين على ابن عفان، وإنك لمن قتلته، واني لأرجو أن تكون ممن يقتله الله، هيهات يا عدي، فقال شبث بن ربعي وزياد بن خصفة: أتيناك لما يصلحنا وأقبلت تضرب لنا الأمثال، دع عنك ما لا ينتفع به، وأجبنا بما يغنينا وإياك نفعه، وتكلم يزيد بن قيس، وذكر تمام الحكاية الى أن قال: وخرج القوم عنه لينصرفوا الى علي فبعث الى زياد بن خصفة التيمي فرده فدخل عليه، فقال له معاوية: يا أخا ربيعة إن عليا قطع أرحامنا، وقتل إمامنا، وآوى قتلة صاحبنا، وإني أسألك النصرة عليه بأسرتك وعشيرتك، ثم إن لك عهد الله أني أوليك إذا ظهرت أحب المصرين أحببت:

الكوفة أو البصرة.

قال أبو المجاهد الطائي: فسمعت زياد بن خصفة يحدث بهذا الحديث، قال:

قال زياد: فلما قضى معاوية كلامه، حمدت الله وأثنيت عليه، ثم قلت: أما بعد فإني على بينة من ربي بما أنعم علي، فلم أكون ظهيرا للمجرمين؟ ثم قمت من عنده، فقال معاوية لعمرو الى جنبه: ما لهم عضبهم (١) الله ما في قلوبهم إلا قلب رجل واحد (٢).

[زياد بن الخضر بن زياد بن المغيرة بن زياد البجلي الموصلي]

سمع بالمصيصة محمد بن كثير المصيصي، وحجاج بن محمد الأعور، وروى


(١) -عضب: قطع.
(٢) - صفين لنصر بن مزاحم:٢٢١ - ٢٢٥ مع بعض الفوارق.

<<  <  ج: ص:  >  >>