للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجوائز والخلع، فكل ذلك يردها، وبطارقة الطاغية ورؤساؤهم ينظرون الى ذلك، وكتب الى البطارقة كتابا وألطفهم، ووجه إليهم بمال وكساء وطيب، ودعاهم الى طعامه في مضربه، فأجابه العدو ووجهت البطارقة بكتابه الى الطاغية، فكتب إليهم أن يقبلوا من سالم ولا يعرضوا له إلا بسبيل خير، ولا لأحد ممن تبعه، فإنهم أهل الثغور ورجال الحرب، صبر عند اللقاء، وشوكتهم الشوكة الصعبة فآنسوه وآنسهم، وحلف لهم وحلفوا له، وقال: إن في أصحابي من لا أثق به، لحداثة سنه وقلة حنكته، وفي أصحابكم كذلك فقالوا: نعم، فقال: تكون طائفة مكان كذا، وطائفة مكان كذا، فرتب سالم أصحابه في الدرب كله، وصار في يديه وأيدي المسلمين، وتميل طائفة على ساقه سالم، فقتل من المسلمين ثلاثة نفر، وأخذ العدو من ثقلة سالم بعضها، ويميل سالم بمن معه من أهل الثغور على العدو، فقتل من العدو نيف على سبعين ألف رجل، وأسر من العدو زهاء (٢١٣ - ظ‍) ثلاثين ألف، وغنم المسلمون من الدواب والبغال والدروع والسيوف ما لا يحصى ونادت رجال من النصرانية بسالم: يا سالم ارحم النصرانية، ابق منهم بقية، فجمع الغنائم وأجازها الجبل، وضرب القباب لأمير المؤمنين رحمة الله عليه، ونضّد جيف القتلى على الطريق يمنة ويسرة، واستنقذ ما كان من عطاياه للبطارقة، ووجه الى أمير المؤمنين فأقبل، وحلف سالم لا يركب ولا يفارق ركاب أمير المؤمنين حتى يجيزه الدرب، فلما نزل المسلمون منزلهم أمر أمير المؤمنين بضرب أعناق الأسارى، فلم يستبق منهم أحدا، ولم يمر أمير المؤمنين بحصن إلاّ فتحه الله عليه حتى قدم المأمن.

[سالم خادم ذي النون المصري]

صحبه إلى الشام ودخل معه المواضع التي دخلها من الشام، وساح فيها، وقد دخل ذو النون منبج وجبل الدلكام.

حكى عن ذي النون، وروى عنه يعقوب بن نصر الفسوي، ومحمد بن أحمد ابن سلمة.

أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل عن أبي القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني-إجازة-قال: أخبرنا

<<  <  ج: ص:  >  >>