أهديت لي المغرب مجموعا بعالمه … في قاب قوسين بين السمع والبصر
كأنني الآن قد شاهدت أجمعه … بكل من فيه من بدو ومن حضر
نعم ولا قيت أهل الفضل كلهم … في مدّتي هذه والأعصر الأخر
إن كنت لم أرهم في الصدر من عمري … فقد رددتّ عليّ الصدر من عمري
وكنت لي واحدا فيه جميعهم … ما يعجز الله جمع الخلق في بشر
جزيت أفضل ما يجزى به بشر … مفيد عمر جديد الفضل مبتكر
بلغني أن أبا العباس التيفاشي نزل الماء الى عينيه فعمي، فقدحهما وأبصر، وكتب وعوفي من ذلك، ثم شرب مسهلا وأعقبه بآخر فمات لذلك، يوم السبت ثالث عشر محرم سنة احدى وخمسين وستمائة بالقاهرة. (١).
[ذكر من يعرف أبوه بالكنية من الاحمدين]
[أحمد بن أبي المعالي بن أحمد البكراني]
أبو الفضل، شيخ كتب عنه الحافظ أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى الدمشقي، وخرج عنه انشادا في معجم شيوخه.
أنبأنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى التغلبي قال: أنشدنا أخي أبو المواهب الحسن، قال أحمد بن أبي المعالي بن أحمد بن أبي المعالي بن أحمد البكراني: أنشدنا الأجل أبو الفضل الفقيه بحلب في ظاهرها حين عزمت على العود الى دمشق، حالة (١٦١ - و) التوديع لبعضهم:
إذا ما وصلتم سالمين فبلغوا … تحية من قد ظن أن لا يرى نجدا
وإن سألوكم كيف حالي بعدهم … فقولوا لهم: والله ما نقض العهدا
هم جعلوا ديني لهم نسية … ودينهم عندي أعجله نقدا
(١) -عدد الدكتور احسان عباس في مقدمته لكتاب سرور النفس بمدارك الحواس الخمس للتيفاشي، جميع مؤلفاته، هذا ونشر للتيفاشي كتاب آخر هو «أزهار الافكار في جواهر الاحجار»، ط. القاهرة ١٩٧٧.