أبو علي الحلبي التاجر، المعروف بابن الوحش، ويلقب بالزكي، تاجر من أهل حلب وألي النهى والوقار، وذوي المال واليسار، انقرض بيتهم، ولم يبق منه أحد إلاّ من ذرية البنات، وكان له شعر حسن، وعنده فضل وأدب، وكان سافر الى خراسان، وسمع بها الحديث من السيد أبي الرضا فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسيني الراوندي (٢٣٩ - و) الأديب، وحدث عنه بحلب، وروى عن أبي نصر المسلّم بن أبي الخرجين الدميك الحلبي.
روى عنه الشريف أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحلبي شيئا من الحديث، وسمع منه بحلب، وروى عنه أبو الرضا فضل الله الراوندي شيئا من شعره سمعه منه بقاشان (١)، وأبو الخطاب عمر بن محمد العليمي وسمع منه بالموصل.
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج المصري، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب في كتابه الموسوم بخريدة القصر قال: الشيخ الزكي أبو علي الحسن بن طارق الحلبي من المتأخرين، ذو نظم كاسمه حسن حال، وعلم عال وذكاء ذكي، واصل زكي، سافر الى بلادنا تاجرا ببضاعتي أدبه ونسبه، عارضا في سوق الفضل عقود درره وغرره، ذكره السيد الشريف أبو الرضا الراوندي، فقال:
أنشدني ابن طارق الحلبي لنفسه، في الدار التي بناها بهاء الدين عبد الله بن الفضل ابن محمود بقاشان، ومن العجيب أن ابن طارق لم يخرج من قاشان إلاّ بعد موته، وكان بين نظمه هذه الأبيات وموت بهاء الدين أشهر قريبة:
عمرت دار فناء لا بقاء لها … ظنّا بأنك عنها غير منتقل
أتعبت نفسك لا الدنيا ظفرت بها … وأنت لا شك في الأخرى على وجل
دار الإقامة أولى بالعمارة من … دار نعيمك فيها غير متصل
(١) -مدينة قرب أصفهان تذكر مع قم، وبين قم وقاشان اثنا عشر فرسخا- معجم البلدان.