كان من أهل العلم والحديث والجهاد في سبيل الله بطرسوس، ذكره القاضي أبو عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي في كتاب «سير الثغور»، وأثنى عليه ثناء حسنا.
قرأت بخط أبي عمرو الطرسوسي، وذكر (٣٨ - و) سكك طرسوس فقال: ثم تذهب لوجهك فتجد عن يمينك كنيسة أبي سليم فرج الخادم، وهي دار كبيرة، تشتمل على دور كبيرة، يسكنها مواليه، فيها ديوانه وعاملهم وكاتبهم، ورئيسهم، وخزائن أسلحتهم وعددهم، وهذا الوقف أزجى وقوف طرسوس وأكثرها مالا، وأوفره وأكثره موالي صالحين مجاهدين متسكين، قد عرفت منهم الأكثر، وعرفت منهم رجلا نبيلا فارسا من أهل العلم والحديث، ذا صباحة ووضاءة ومنظر حسن، يعرف بأبي الترك السلمي، ما ركب قط الى نفير في صيف ولا شتاء، قرب النفير أم بعد مداه، صدق خبره أم كذب إلا لبس لأمته وسترها بدراعة، فسألته عن السبب في ذلك، فذكر أنه نودي في بعض الأزمنة بالنفير الى باب قلمية فبادر مسرعا، وكذلك كان رسم النجباء المتحركين في الجهاد، المسارعة الى النفير، فلقي العدو بمكان قريب من البلد، وكان السلطان حينئذ في الغزو، فباشر القتال، وأعانه من المسلمين قوم آخرون فظفرهم الله بمن ورد، ونصرهم وعادوا الى طرسوس سالمين غانمين فعقد بينه وبين الله عز وجل، لا ركب بعدها الى جهاد ولا نفير إلاّ بعد أن يتأهب أهبة الحرب، كما يتأهب من يبارز عدوه في مصافه وأوقات حذره وخوفه.