محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ يقول: سمعت أبا عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الأسدي يقول: سمعت أبا العباس بدوي ببعلبك، وقد سأله أبو بكر بن وصيف فقال له: يا أستاذ حدثنا بأحسن شيء رأيت، فقال له: احذر شطح النفوس ودعاويها، فإني خرجت من صيدا أريد بيروت، فلما حصلت بأقطار بيروت قالت لي نفسي: الساعة يخرج العدو ويأخذك، فقلت: علام الملك يأخذه العدو، فجعلت أخطر وأقول: علام الملك يأخذه العدو، وإذا قد أحاط بي الأعلاج فأخذوني وطرحوني في شيني، ومضوا إلى قبرس، فلما نزلنا إلى البرية استأذنتهم في الصلاة فأذنوا لي، فأديت ما فاتني من الفرائض ثم تنفلت بما فتح الله تعالى لي، ثم سألت الله تبارك وتعالى أن لا يؤاخذني بشطح نفسي في دعاويها (١١٩ - ظ) وأن يسامحني، ثم غلبني النوم فنمت، ثم انتبهت في المكان الذي أخذت منه.
فقال له أبو بكر بن وصيف: حدثنا بشيء آخر مما رأيت، فقال له: عليك بالسكون إلى الله تعالى، والتوكل عليه، فإني خرجب من الرقة أريد الشرق فحصلت في مكان معروف بكثرة السباع، فقالت لي نفسي: الساعة يخرج السبع يأكلك، فقلت: ويلك ثقي بالله واسكني إليه، فبينما أنا أراجعها إذا أنا بشيء قد وقع بيديه على كتفي، فالتفت لأنظر ما هو، فمع لفتتي قبّل خدي اليمين وذهب هاربا في الغابة، فنظرت إليه فإذا هو السبع.
[أبو العباس الأديب الأنطاكي]
روى عن حنش بن محمد، روى عنه أبو القاسم يحيى بن عبد الباقي الأذني.
قرأت بخط القاضي أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي، قاضي معرة النعمان، حدثني أبي عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي بطرسوسي، قال: حدثني عميّ أبو القاسم يحيى بن عبد الباقي قال: حدثنا أبو العباس الأديب الأنطاكي قال: حدثنا حنش بن محمد قال: حدثني العباس بن هشام بن الكلبي قال: حدثني أبي عن أبيه قال: خرج النعمان بن المنذر متنزها الى ظهر الحيرة بعقب مطر، في أيام نوروز فنظر الى قبر داثر، فقال له عدي بن زيد: أما تدري ما يقول هذا القبر؟ قال: لا، قال: يقول القبر: أيها الركب (١٢٠ - و) على الأرض كما أنتم كنا،