للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل في صفة البحر الشامي وطوله وعرضه]

ذكر أبو العباس أحمد بن محمد بن يعقوب ابن القاص، قاضي طرسوس، في كتاب دلائل القبلة قال: وأما بحر الروم الذي هو بحر إفريقية والشام فيكون من عند الخليج الذي يخرج من عند البحر الأخضر إلى المشرق، يمد إلى صور وصيدا وأنطاكية وطرسوس، طوله خمسة آلاف ميل، وعرضه في مكان سبعمائة ميل، وفي مكان ثمان مائة ميل، يخرج منه خليج إلى ناحية الشمال قريب من الرومية، طول ذلك الخليج خمسمائة ميل يسمى أرس، وخليج آخر إلى خلف قبرس، ففي هذا البحر مائة واثنان وستون جزيرة عامرة، منها خمس جزائر عظام كقبرس.

وقال: وبحر اللاذقية، فإنه يمدّ بين لاذقية إلى خلف قسطنطينية، يخرج منه خليج يجري كأنه نهر حتى يصب في بحر الروم، وعرضه عند قسطنطينية قدر ثلاثة أميال فقط‍ مشرفة عليه.

وقال أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن عبد الله المسعودي في ذكر بحر الروم والشام: إن طوله خمسة آلاف ميل وعرضه مختلف، فمنه ثمانمائة ميل فما دونه، وأضيق موضع فيه بين سبتة وطنجة، وهو المعروف (١٥٤ - و) بزقاق سبتة نحو عشرة أميال. وعلى هذا البحر من المدن الغربية سبتة وطنجة، والجزائر وتونس والمهدية، وطرابلس وسفاقس. ومن المدن المصرية والثغور، الإسكندرية ورشيد، ودمياط‍، وتنيس؛ ومن المدن الشامية، غزة، وعسقلان، وعكا وصيدا، وصور، وبيروت، وطرابلس، واللاذقية، وأنطاكية، وأذنه وطرسوس وجبلة وغير ذلك (١). (١٥٤ - ظ‍) (٢).


(١) -انظر مروج الذهب ١/ ١١٨ - ١١٩.
(٢) -آخر الجزء التاسع، وكتب ابن العديم في حاشية اخر هذا الجزء سماعا نصه: بلغ محمد قراءة، وسمع عبد الرحمن ومحمد في الرابع عشر من ذي الحجة. وكتب تحت هذا السماع سماعا آخر نصه: بلغ بدر الدين عبد الواحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>