وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد الجيهاني: وبحر الروم وافريقية والشام ومصر طوله من الخليج الذي يخرج من بحر المغرب الى ناحية المشرق، ينتهي الى صور وصيدا، يكون ذلك مقدار خمسة ألاف ميل، وعرضه في مكان ستمائة ميل وفي مكان ثمانمائة ميل، ويخرج منه خليج الى ناحية الشمال قريب من الرومية، يكون طوله ثمانين ميلا، وفي هذا البحر مائتان واثنتان وستون جزيرة عامرة منها خمس جزائر عظام، أعظمها قوريس، يحيط بها مائتا ميل، وسردانية، يحيط بها ثلاثمائة ميل، وسقليه، يحيط بها خمس مائة ميل، وأطريقية يحيط بها ثمانمائة ميل، وقوبرس، يحيط بها ثلاثمائة وخمسون ميلا.
قال: وعند القسطنطينية، يخرج منه، يعني من بحر نيطش خليج يجري كهيئة النهر، وينصب في بحر مصر، وعرضه عند القسطنطينية قدر ثلاثة أميال، بنيت القسطنطينية عليه.
قال: وأما البحر الشامي، فانه اذا صارت الشمس في أول العقرب الى أن تصير في أول الحوت في هذه الاربعة الاشهر لا يستطيع الناس ركوبه، وذلك لان الشمس تباعد عنه، وتحدث فيه الرياح العاصفة، وذلك في ناحية الشمال منه.
وقرأت في كتاب مروج الذهب تأليف (١٥٥ - و) أبي الحسن علي بن الحسين ابن علي بن عبد الله المسعودي قال: فأما بحر الروم وطرسوس، وأذنه، والمصيصة،