للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحسن بن سهل بن عبد الله]

أبو محمد، أخو الفضل بن سهل، وزير المأمون، استوزره بعد موت أخيه الفضل بن سهل، وفوض اليه أموره، وقدم معه حلب حين قدمها غازيا، وتزوج المأمون ابنته بوران بنت الحسن، وأهدى الحسن أبوها معها من الأموال والجواهر شيئا عظيما، وكان أبوه مجوسيا، فأسلم وأسلم ابناه: الفضل والحسن زمن الرشيد، وكان كريما جوادا حسن السياسة والتدبير، وجيها عند المأمون، عظيم المنزلة عنده. روى عن عبد الله المأمون، روى عنه وريزة بن محمد الغساني، وأبو العلاء ويحيى بن خاقان.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: الحسن بن سهل بن عبد الله، أبو محمد، وهو أخو ذو الرئاستين الفضل بن سهل، كانا من أهل بيت الرئاسة في المجوس، وأسلما هما وأبوهما سهل، في أيام هرون الرشيد، واتصلوا بالبرامكة وكان سهل يتقهرم ليحيى بن خالد بن برمك، وضم يحيى الحسن والفضل ابني سهل الى ابنيه: الفضل وجعفر، يكونان معهما، فضم جعفر الفضل بن سهل (٢٢٢ - و) الى المأمون، وهو ولي عهد فغلب عليه ولم يزل معه الى أن قتل الفضل بخراسان، فكتب المأمون الى الحسن بن سهل، وهو ببغداد يعزيه بأخيه ويعلمه أنه قد استوزره ويأمره باجرائه الامر مجراه، فلم يكن أحد من بني هاشم ولا من سائر القواد يخالف للحسن أمرا، ولا يخرج له عن طاعة الى أن بايع المأمون لعلي بن موسى الرضا بالعهد، فغضب بنو العباس وخلعوا المأمون وبايعوا ابراهيم بن المهدي، فحاربه الحسن بن سهل، ثم ضعف عنه، فانحدر الحسن الى فم الصلح (١) فأقام بها، وأقبل المأمون من خراسان، فقوي لذلك الحسن بن سهل، ووجه من فم الصلح من يحارب ابراهيم بن المهدي، فضعف أمر ابراهيم واستتر، ثم دخل المأمون بغداد وكتب الى الحسن ابن سهل، فقدم عليه فزاد المأمون في كرامته وتشريفه عند تسليمه عليه وذلك في سنة أربع ومائتين، ثم ان المأمون تزوج بوران بنت الحسن بن سهل، وانحدر الى فم


(١) -نهر كبير فوق واسط‍ بينها وبين جبل عليه عدة قرى. معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>