للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلح للبناء على بوران بها في شهر رمضان من سنة عشر ومائتين، فدخل بها ثم انصرف وخلف بوران عند أمها الى أن حملت اليه.

قال الخطيب: أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الوزان قال:

حدثنى جدي أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الفضل ابن قفرجل قال: حدثنا محمد ابن يحيى الصولي قال: حدثنا عون بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن أبي سهل قال: لما بنى المأمون على بوران بنت الحسن بن سهل وانحدر اليهم الى ناحية واسط‍ فرش له يوم البناء (٢٢٢ - ظ‍) حصير من ذهب مسفوف، ونثر عليه جوهر كثير، فجعل بياض الدر يشرف على صفرة الذهب وما مسه أحد فوجه الحسن الى المأمون هذا نثار نحب أن يلقط‍، فقال المأمون لمن حوله من بنات الخلفاء: شرفن أبا محمد، فمدت كل واحدة منهن يدها فأخذت درة، وبقي باقي الدر يلوح على الحصير الذهب، فقال المأمون قاتل الله أبا نواس لقد شبه بشيء وما رآه قط‍ فأحسن في وصف الخمر والحباب الذي فوقها فقال:

كأن صغرى وكبرى من فواقعها … حصباء در على أرض من الذهب (١)

فكيف لو رأى هذا معاينة؟! وكان أبو نواس في هذا الوقت قد مات.

قال أبو بكر الخطيب: وقيل ان الحسن نثر على المأمون ألف حبة جوهر، وأشعل بين يديه شمعة عنبر وزنها مائة رطل، ونثر على القواد رقاعا، فيها أسماء ضياع، فمن وقعت بيده رقعة، أشهد له الحسن بالضيعة التي فيها، وأنفق الحسن في وليمته أربعة آلاف ألف دينار وكان يجري مدة اقامة المأمون عنده على ستة وثلاثين ألف ملاح، ولما أراد المأمون أن يصاعد أمر له بألف ألف دينار، وأقطعه مدينة الصلح وعاش الحسن الى أيام جعفر المتوكل. (٢).


(١) -ديوان أبي نواس-ط‍. بيروت دار صادر:٤٠.
(٢) - تاريخ بغداد:٧/ ٣١٩ - ٣٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>