للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وثلاثين وثلاثمائة قال: انشدنا أبو العباس عبد الله بن المعتز بالله لنفسه في منزله ببغداد:

يا من أعزّ بذلي في الخطوب له … إذا تعزز مخلوق بمخلوق

يا رازق الخلق صني بانفرادك … لي بالرزق عن كل مرزوق بمرزوق

لم يعصه أحد إلا بتخلية منه … ولم يرضه إلا بتوفيق (١)

أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال: أخبرنا الحافظ‍ أبو القاسم الدمشقي قال:

الحسن بن عبد الله بن الحسن بن سعيد بن عبد السلام، أبو سعيد الخزاعي المصيصي المعروف بابن الدقيقي، قدم دمشق سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وحدث عن أبي حفص عمر بن سليمان الشرابي مولى المعتز، روى عنه أبو محمد بن أبي نصر (٢)

[الحسن بن عبد الله بن الحسن بن عبد الرحمن]

ابن طاهر بن محمد بن الحسين بن علي أبو علي بن العجمي، الملقب قطب الدين، أخبرني ابن عمي أبو الفضل هبة الله بن محمد بن أبي جرادة أنه حدث بحلب قال: وسمعت منه جزءا من الحديث مع بعض الطلبة للحديث بحلب، وكان أبو علي هذا له وجاهة بحلب وعنده فضل وأدب، وولي أوقاف المسجد الجامع وتمول وحج على طريق بغداد (٢٥٦ - ظ‍) فاحترم من دار الخلافة. وصار في الطريق بينه وبين طاشتكين أمير الحاج مودة ومؤانسة ومكاتبة، ووقف على الفقراء وعلى أولاده وقوفا كثيرة.

أخبرني ولده بهاء الدين أبو القاسم عبد المجيد بن الحسن قال: سمعت والدي يقول أنه كان يقرأ القرآن في صباه بالمسجد الجامع، على رجل من القراء يقال له ابن الضريبة، وكان يقرأ معه أخوه أبو الفضل بن عبد الله بن الحسن، قال: وكان أخي ذكيا فطنا يحفظ‍ سريعا، وكنت بطئ الحفظ‍ واقف الخاطر حتى أنني تعبت أياما في حفظ‍ قوله تعالى: «سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (٣)» ولا احفظها فقال ابن


(١) -ليست في ديوانه المطبوع-ط‍. دار صادر-بيروت.
(٢) - تاريخ ابن عساكر:٤/ ٢٣٤ - و.
(٣) - سورة القلم-الآية:١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>