للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشجار وفواكه، وكان هذا الشيخ أحمد رجلا صالحا، حافظا لكتاب الله ينظر في كتب الحديث، وتفسير القرآن.

وكان من أصحاب الشيخ أبي المعالي بن الحداد، ويصلي به إماما، وبقي الى أن قدمت الى حلب سنة ثلاث وستمائة، وكنت رأيته قبل ذلك بدمشق يلازم المدرسة الشّرقيةّ (١) الحنبلية وأصله من العراق.

[آخر ذكر من اسمه أحمد]

[أحمد شاه التركي]

مقدم الأتراك بحلب، وقيل انه شيباني، كان يسكن مع الأتراك بالحاضر السليماني، وكان مطاعا مذكورا شجاعا، له مواقف حسنة مع الفرنج (٢).

وهو الذي استعاد منبج من أيدي الروم في سنة ثمان وستين، بعد أن كان ميخائيل ابن أخت أرمانوس الرومي (٣)، استولى عليها في ثامن محرم سنة ستين وأربعمائة، ففتحها أحمد شاه، وصاحب حلب اذ ذاك نصر بن محمود، في يوم الاحد لعشر خلون من صفر سنة ثمان وستين وأربعمائة.

ولما أفضى الامر بحلب الى نصر بن محمود بن نصر بن صالح قبض على أحمد شاه واعتقله بقلعة حلب في عيد الفطر من سنة ثمان وستين وأربعمائة، وشرب نصر الى العصر، وحمله السكر على الخروج الى الأتراك الى الحاضر بظاهر حلب، فحمل عليهم، فرماه تركي بسهم فقتله، وزحف الاتراك الى البلد يطلبون أحمد


(١) -كانت في منطقة العمارة من دمشق بالقرب من الجامع الاموي. انظر منادمة الاطلال لبدران:٢٣٤.
(٢) -كذا ويريد بذلك الدولة البيزنطية وجندها، لان أحمد شاه وجد أيام الدولة المرداسية قبل قيام الحروب الصليبية، هذا وسبق نشر هذه الترجمة في ملاحق كتابي «مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية» ص:٢٥١ - ٢٥٢ وقد أفدت منها كثيرا في دراستي لتاريخ الدولة المرداسية.
(٣) -رومانوس دايجينس، الامبراطور الذي أسره السلطان ألب أرسلان في معركة منازكرد انظر كتابي مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية:١٣٨ - ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>