للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيسان صاحب البحر فذهبت (٥٢ - ظ‍) به الى مدينة الكفر القسطنطينية، فأهداه صاحبها الى الوليد بن عبد الملك، وهو عام غزا مسلمة، ففتح الله على يديه (١).

[خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن خالد القيسراني]

أبو البقاء الخالدي المخزومي من ولد خالد بن الوليد المخزومي، وكان أصله من قيسارية الشام، وولد أبوه بعكا وانتقل الى حلب بعد استيلاء الفرنج عليها، وولد له ولده خالد، وكان خالد كاتبا مجيدا في الخط‍، كثير التحرير بخطه متبعا طريقة علي بن أبي هلال المعروف بابن البواب اتباعا حسنا، لا سيما في قلم المحقق، فإنه أبدع فيه وأحسن كل الاحسان.

وخدم الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بحلب، وتقدم عنده، ونفق عليه، وولى وزارته وجمع في ولايته بين الإنشاء والاستيفاء، وسيره رسولا إلى الديار المصرية إلى الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، بعد أن استولى عليها لتقرير الأمور بها، فسمع بها الحديث من الحافظ‍ أبي طاهر السّلفي ومن أبي محمد بن رفاعة السعدي وسمع بدمشق قبل ذلك الحافظ‍ أبا القاسم علي بن الحسن الشافعي، وكان قد سمع والده أبا عبد الله وحدث بشيء من حديثه بحلب وأجاز لجماعة.

سمع منه القاضي أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الصمد بن الطرسوسي وأبو علي الحسن بن علي بن الحسين السقسيني، وشيخنا أبو البقاء يعيش بن علي ابن يعيش، روى لنا عنه شيخ الشيوخ أبو محمد بن عمر بن علي بن حمويه بإجازته منه، وأبو محمد عبد الحق بن عبد السلام (٥٣ - و) بن عبد الحق الصقلي شعرا ذكر أنه أنشده إياه لنفسه، ولما عاد من الديار المصرية وجد نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله قد مات بدمشق، فقدم إلى حلب، ولزم بيته واشتغل بعمارة أملاكه والقناعة بها حتى مات.

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن علي بن حمويه بدمشق قال: أنبأنا


(١) -قال خليفة بن خياط‍ في أخبار سنة تسعين:١/ ٤٠٢ «وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك سورية، ففتح الحصون الخمسة التي بها».

<<  <  ج: ص:  >  >>