ابن أبي طاهر قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني موسى بن زهير بن مضرس ابن منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر عن أبيه قال: رأيت هشاما في معسكره يوم مات مسلمة وقد وقف عليه الوليد بن يزيد فقال: يا أمير المؤمنين إن عقبى من بقي لحوق من مضى، وقد أقفر بعد مسلمة الصيد لمن رمى، واختل الثغر فوهى وعلى أثر من سلف يمضي من خلف، ثم مضى.
[زهير بن هارون]
ابن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عامر أبي جرادة العقيلي الحلبي جد جد جد أبي، وبنوا العديم كلهم من نسله، وأكثر الأملاك التي كانت لسلفنا بحلب: أورم الكبرى ويحمول، وأقذار ولؤلؤه والسبن هو الذي اشتراها، وكان حافظا لكتاب الله تعالى، عنده فضل وأدب وورع وديانة.
ووقفت على كتاب في رق يتضمن وقفا وقفه زهير بن هارون بن موسى: إنه وقف اربع حقال بأورم الكبرى من قرى حلب تصدّق بها على أن تستغل بوجوه غلاتها في كل سنة وحين وزمان، فما فضل بعد النفقة على هذه الصدقة في مصلحتها وعمارتها وما فيه صلاحها اشتري منه فرس بعشرين دينارا، وأقيم بثغر طرسوس في دار السبيل المعروفة بزهير بن الحارث، ودفع إلى رجل من المجاهدين يغزو عليه عن زهير بن هارون، وأجري عليه في (٢٥ - و) كل سنة خمسة عشر دينارا، وما فضل بعد ذلك في كل سنة كان مدخرا لنائبه إن لحقت هذا الفرس من هرم أو عطب أو زمانه فيقام مكان الفرس العاطب أو النافق أو الزمن، ويجري عليه هذا الرزق المذكور في هذا الكتاب في كل سنة من السنين في المستأنف أبدا حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين ومن ضعف ممن يكون في يديه هذا الفرس عن الغزو أو النفير، دفع هذا الفرس إلى غيره من أهل الجهاد والرد والغناء-من أهل الجهاد والرد والغناء (١) -من أهل ثغر طرسوس، ودفع إليه رزق هذا الفرس في كل سنة أبدا حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، وجعل ولاية هذه الصدقة بعد موته إلى ابن عمه عبد الله بن محمد بن موسى بن أبي جرادة،