حدثني والدي رحمه الله قال: لم يكن البق يوجد في مدينة حلب ولا يعهد منه شيء، الى أن اتفق عمارة في بعض أسوارها، ففتح فيها طاقة أفضت الى مغارة كانت مسدودة، فخرج منها بق عظيم عند فتحها، أظنها في ناحية قلعة الشريف، فحدث البق فيها من ذلك اليوم.
قال: وقيل بأنه كان الانسان إذا أخرج يده من داخل السور الى خارجه سقط البق على يده، فإذا أعادها الى داخل السور ارتفع.
وأخبرني الرئيس إبراهيم بن الفهم رئيس معرة النعمان قال: كان في معرة النعمان عمود فيه طلسم للبق، قال: وذكر أهل المعرة أن الرجل كان يخرج يده وهو على سور المعرة الى خارج السور فيسقط عليها البق، فإذا أعادها الى داخل السور زال عنها.
قال لي وأخبرني رجل من أهل المعرة يسمى محمدا قال: رأيت أسفل عمود في الدار التي كنت بها في معرة النعمان (١٨٩ - ظ) ففتحت موضعه لأستخرجه، فانخرق الى مغارة، فأنزلت إليها إنسانا، أو قال نزل هو بنفسه، ظنا أنه مطلب، فوجدنا مغارة كبيرة، ولم نجد فيها شيئا، قال: ورأى فيها في الحائط صورة بقة، قال: فمن ذلك اليوم كثر البق بمعرة النعمان