وقد قال أبو عمرو القاسم بن أبي داود الطرسوسي في قصيدة الأعلام في وصف أنطاكية وقد قدمنا ذكره.
والبق لا يدخلها ويتصل … لكن بها فأر عظيم كالورل
وقال في تفسير هذا البيت، ولا يدخلها البق، ومن خرج منها آذاه البق، وهي كثيرة الفأر.
وسمعت والدي رحمه الله وغيره من الحلبيين يقولون: لم نسمع بأن حية من الحيات التي داخل مدينة حلب لدغت أحدا فمات من لدغتها. قال لي والدي رحمه الله: ويقال إن بها طلسما للحيات، وقيل إنه ببرج الثعابين في الزاوية التي عند باب الفراديس المستجد.
وبلغني أن جماعة في زماننا لدغتهم حيات داخل مدينة حلب، ولم تؤذهم كجاري العادة، وأن الملدوغ لا يبقى بالألم إلا أياما يسيره ويبرأ، والعجب أن حيات بانقوسا خارج المدينة لا تلدغ أحدا إلا ويموت في الحال، وحيات المدينة كما ذكرنا، وهذا لطف من الله عز وجل.
وسرمين (١) لا يوجد فيها حية أصلا، وفي وسطها عمود يقال إنه طلسم للحيات.
وذكر لي أهل معرة النعمان أن حيات معرة النعمان لا تؤذي إذا لدغت (١٩٠ - و) كما يؤذي غيرها.
وسمعت إبراهيم بن الفهم رئيس المعرة يقول: إن العمود القائم في مدينة المعرة هو طلسم، ذكروا أنه للحيات، وأن الحية إذا لدغت إنسانا عندنا بالمعرة لا تؤذيه. وهذا العمود قائم مستقر على قاعدة بزبرة حديد في وسطه يميله الانسان
(١) -تبعد سرمين عن إدلب مسافة ٨ كم، التقسيمات الإدارية،٢٤٦.