وله مخرجان شاهدتهما، وبين حلب وبينهما أربعة وعشرون ميلا، أحدهما في قرية (١٣٠ - ظ) يقال لها الحسينية، بالقرب من عزاز، يخرج الماء من عين كبيرة، فيجري فيه نهر، ويخرج بين جبلين حتى يقع في الوطاة التي قبلي الجبل الممتد من بلد عزاز شرقا وغربا، والمخرج الآخر يجتمع من عيون ماء من سنياب (١)، ومن قرى حولها كلها من بلد الراوندان، فتجتمع تلك الأعين وتجري في نهر يخرج من فم فج سنياب، فيقع في الوطاة المذكورة، ويجتمع النهران فيصيران نهرا واحدا في بلد عزاز، وهو نهر قويق، ثم يجري الى دابق ويمر بمدينة حلب، وتمده عيون قبل وصوله إليها، وكذلك بعد أن يتجاوز حلب، وتمده عين المباركة فيقوى وتدور عليه الأرحاء، ويسقي في طريقه مواضع كثيرة حتى ينتهي الى قنسرين، ثم يمر الى المطخ، فيغيض في الأجم.
وحكى لي والدي رحمه الله قال: يقال إن نهر قويق يغيض في المطخ، ويخرج الى بحيرة أفامية، وأن قويق إذا مدّ في الشتاء احمرّ ماء بحيرة أفامية، فاستدلوا بذلك على ما ذكرناه.
ومسافة ما بين مغيضه الى أفامية مقدار أربعة عشر ميلا.
(١) -قال ياقوت في معجم البلدان- مادة قويق-: وسألت عنها-سنياب- بحلب فقالوا: لا نعرف هذا الاسم، انما مخرجه من شناذر، قرية على ستة أميال من دابق.