للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العجب لطلحة والزبير إن الله عز وجل لما قبض رسوله صلى الله عليه وسلم قلنا نحن أهله وأولياؤه لا ينازعنا سلطانه أحد فأبى علينا قومنا فولوا غيرنا وأيم الله لولا مخافة الفرقة وأن يعود الكفر، ويبور الدين لغيرنا فصبرنا على بعض الألم، ثم لم نر بحمد الله إلا خيرا، ثم وثب الناس على عثمان فقتلوه، ثم بايعوني ولم استكره أحدا، وبايعني طلحة والزبير ولم (٩٧ - و) يصبرا شهرا كاملا حتى خرجا الى العراق ناكثين، اللهم فخذهما بفتنتهما للمسلمين.

فقال رفاعة بن رافع الزرقي: إن الله لما قبض رسوله صلى الله عليه وسلم ظننا أنّا أحق الناس بهذا الأمر لنصرتنا الرسول، ومكاننا من الدين فقلتم نحن المهاجرون الأولون وأولياء رسول الله صلى الله عليه وسلم الأقربون، وإنّا نذكركم الله أن تنازعونا مقامه في الناس فخليناكم والأمر، فأنتم أعلم وما كان بينكم، غير أنّا لما رأينا الحق معمولا به والكتاب متبعا والسنة قائمة رضينا، ولم يكن لنا إلا ذلك، فلما رأينا الإثرة أنكرنا لنرضي الله عز وجل، ثم بايعناك ولم نأل، وقد خالفك من أنت في أنفسنا خير منه وأرضى فمرنا بأمرك.

وقدم الحجاج بن غزية الأنصاري فقال يا أمير المؤمنين:

دراكها دراكها قبل الفوت … لا وألت نفسي إن خفت الموت (١)

يا معشر الأنصار انصروا أمير المؤمنين، أخرى كما نصرتم رسول الله أولى، والله إن الآخرة لشبيهة بالأولى إلا أن الأولى أفضلهما (٩٧ - ظ‍).

[رفاعة بن شداد]

أبو عاصم، وقيل رفاعة بن عامر القتباني البجلي، وقتبان بطن من بجيلة شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وكان أميرا على بجيلة، ونزل الموصل وكان رفيق عمرو بن الحمق، وروى عنه، روى عنه السدي وعبد الملك بن عمير.

أخبرنا أبو محمد المعافى بن اسماعيل بن الحسين بن أبي السنان-إجازة- قال: أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد المؤدب الموصلي قال: أخبرنا أبو


(١) - الاستيعاب على هامش الاصابة:١/ ٤٨٩ - ٤٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>