أبو الرجاء بن السرطان التغلبي الوزير الرحبي، من بني تغلب بن وائل، والسرطان الذي ينسب اليه هو جشم بن نائل بن زياد التغلبي، ويعرف بالسرطان وهو جدّ بيته، وكان مع علي عليه السلام بصفين، وقتل معه ودفن بالرقة.
وسعد الله هذا من بيت مشهور برحبة الشام، وأخوه أبو المجد كان من رؤساء هذا البيت، وتولى سعد وزارة حلب لأبي العز لؤلؤ الملكي لما استولى على حلب، وعزل ابن الموصول عن الوزارة.
قرأت بخط الرئيس حمدان بن عبد الرحيم الاثاربي، في أوراق وقعت إليّ من تاريخه قال: وفي آخر صفر، يعني من سنة سبع عشرة وخمسمائة، سلم بدر الدولة تدبير الوزارة بحلب الى الوزير شرف الدين أبي الرجاء سعد الله بن هبة الله بن نصر المعروف بابن السرطان، من أهل الرحبة، وهو من بني تغلب بن وائل من ولد نائل.
قلت: وهذا بدر الدولة هو سليمان بن عبد الجبار بن أرتق، كان عمه ايلغازي قد جعله نائبه في حلب فلما مات عمه استمر في مملكة حلب (٢٥٠ - و) في سنة ست عشرة الى أن انتزعها منه ابن عمه بلك بن بهرام بن أرتق في سنة سبع عشرة، وهي السنة التي ولى فيها الوزارة أبا الرجاء بن السرطان وهذه الولاية، ولاية ثانية غير الاولى التي من لؤلؤ الملكي.
قرأت بخط عبد المنعم بن الحسن بن الحسين بن اللعيبه: حدثني الشيخ أبو الحسن علي بن ابراهيم الناتلي ببغداد، قال: كان شرف الدولة أبو المكارم مسلم ابن قريش نضر الله وجهه وروى رمسه، أخذ رهائن أهل الرحبة وحملهم الى الموصل وفي جملتهم أبو المجد بن سرطان، وتخلف بها أخوه أبو الرجاء سعد، فأنشدني أبو محمد بن ظافر بن البناء الرحبي لنفسه: