قالا: ولما كان في هذا الشهر-يعني في صفر سنة أربع وثمانين-وافى يوسف بن البغامردي يخلف ابن طغان، فهوى به دميانة، فوثب براغب، فنصر (١١٧ - و) راغب، وقبض على دميانة وابن البغامردي وابن اليتيم، فقيدهم وبعث بهم الى بغداد، وكتب أهل طرسوس الى هارون بن خمارويه لا توجه إلينا واليا من قبلك، فإن أتانا قاتلناه، فكف عنهم، وبعثوا الى المعتضد ليولي عليهم واليا.
قلت: وكان أحمد بن طغان حسن السيرة في تدبير الثغور، مشكور السياسة، وله غناء في الجهاد، وإليه ينسب المدي الطغاني الذي كان أهل طرسوس يتعارفونه وقد ذكرنا مقداره فيما تقدم في ذكر مدينة طرسوس في مقدمة كتابنا هذا (١).
[أحمد بن طلحة]
وقيل محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، أبو العباس المعتضد بالله ابن أبي أحمد الموفق الناصر ابن أبي الفضل المتوكل ابن أبي اسحاق المعتصم ابن الرشيد ابن المهدي ابن المنصور ابن ذي الثفنات الهاشمي، أمير المؤمنين.
وإنما وقع الاختلاف في اسم أبيه، أي الموفق، لأن المتوكل قال: من غلب كنيته من ولدي على اسمه فاسمه محمد، وكان الغالب كنية أبي أحمد الموفق على اسمه، والأكثر على أن اسمه طلحة.
وأم المعتضد أم ولد يقال لها نخلة، ويقال ضرار، وكان اسمها قبل أن تصير إلى أبيه خفير فغير اسمها، وقيل إن اسمها خزر.
(١) -كان كل مدي منه يبلغ أربعة عشر مكوما بالمكوك الطرسوسي، ومبلغ المكوك منه زيادة على المكوكين بالبغدادي المعدل. انظر ص ١٨١ من الجزء الاول من كتابنا هذا.