دخلوا على عمر بن عبد العزيز يعودونه في مرض فإذا فيهم شاب ذابل ناحل، فقال له عمر: يا فتى ما الذي بلغ بك ما أرى؟ قال: يا أمير المؤمنين دقت حلاوة الدنيا فوجدتها مرة، فصغر في عيني زهرها وحلاوتها، واستوى عندي حجرها وذهبها، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا وإلى الناس يساقون إلى الجنة، وأنا اساق الى النار فأظمأت لذلك نهاري وأسهرت له ليلي، فقليل حقير كل ما أنا فيه، في جنب عذاب الله وعقابه.
[أبو سعيد الأسود]
رفيق إبراهيم بن أدهم، كان معه بالمصيصة، وحكى عنه، روى عنه محمد ابن الحسين.
أنبأنا أبو منصور بن محمد بن الحسن عن عمه الحافظ أبي القاسم قال:
أنبأنا الشريف النسيب قال: حدثني ابو محمد بن الكتاني قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن هرون (١٠٠ - و) البردعي قال: حدثنا عبيد الله بن الحسين القاضي قال: حدثنا أبو حفص النسائي قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا أبو سعيد الأسود رفيق إبراهيم بن أدهم قال: خرجنا من المصيصة نريد بيت المقدس، فنزلنا إلى سفح جبل فتفرق أصحابنا، فبعضهم قائم يصلي، وبعضهم مضطجع نائم، وأنا جالس مع إبراهيم، فأحب الله أن يرينا كرامة إبراهيم فقال بعض أصحابا:
يا أبا اسحاق ألا ترى إلى هذا الجبل وما فيه من كثرة الشجر والحطب لو كان معنا لحم لا نتفعنا ببعض حطب هذا الجبل، فقال إبراهيم: وتشتهون لحما؟ قالوا: نعم، فقال: اللهم أطعمهم وإيانا لحما فسمعنا وجبة في الجبل، فقلنا إنه سبع، فإذا بتيس عظيم قد تشبّك في الشجر، فقصدنا إليه حتى أخذناه وذبحناه وسلخناه، وأججنا نارا وكببنا، وأكلنا وتزودنا وارتحلنا (١).
[أبو سعيد الاذني]
روى عنه أبو الحسين بن جميع في معجمه.
أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن
(١) سقطت ترجمة أبي سعيد الاسود من مخطوطة تاريخ ابن عساكر التي اعتمدتها.