قال وأنشدني أبو يعلى محمد بن الحسن البصري قال: أنشدني القنوع (٥٧ - ظ) لنفسه ملحا وغررا ونكتا وطرفا، وكان قد استكثر منه، وروى جل شعره عنه، فمن ذلك قوله:
ربّ همّ قطعته في دجى الليل … بهجر الكرى ووصل الشراب
والثريا قد غربت تطلب … البدر بسير المروّع المرتاب
كزليخا وقد بدت كفها … تطلب أذيال يوسف بالباب
قال: وله في الغزل:
ومجرد أبدى على قل … بي حسامي مقلتيه
جسمي على حالين من ح … ذر مقيم في يديه
فإذا أمنت الخوف منه … بقيت في خوف عليه
وله في رئيس جالس على رأس بركة:
قل للرئيس أبي الوضي محمد … قول امرئ موليه حسن ولاء
من حول بركتك البهيّة سادة ال … قراء والعلماء والشعراء
لو أنصفوك وهم قيام أشبهت … أشخاصهم أمثالهم في الماء.
قرأت بخط صاعد بن عيسى بن سمان الكاتب الحلبي ما صورته: الوزير أبو القاسم بن المغربي ذكر أنه للقنوع:
ألف الهوى فالهجر منه نصيبه … إن الهوى مستعذب تعذيبه
وكأنّ نمنمة العذار بخدّه … نحل ولكن في القلوب دبيبه
[أحمد بن محمد القرشي]
أبو الحسن السرميني من أهل سرمين، مدينة من أعمال حلب وطرف جبل السماق، وقد ذكرناها في مقدمة كتابنا هذا، كتب عنه الحكيم أبو حليم ظافر بن جابر الحراني الطبيب.