للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب في ذكر الفرات ومخرجه ومعرفة من حضره

وما ورد في فضله

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

وإنما ذكرناه لأنه يمر في عمل حلب من حدّ ملطيّة إلى أن يتجاوز الرّقّة، وقد ذكرنا فيما أوردناه في صدر كتابنا هذا عن كعب الأحبار قال: إن الله تعالى بارك في الشام من الفرات إلى العريش فيدل ذلك على دخوله في حد حلب، والفرات بالتاء، هذا هو المعروف المنقول.

وقرأت بخط‍ الحافظ‍ أبي طاهر السّلفي في رسالة كتبها أبو المظفر إبراهيم ابن أحمد الليث الأذري إلى الكيا (١) أبي الفتح الحسن بن عبد الله بن صالح الأصبهاني يذكر له فيها سفرته، قال في أثنائها: إلى أن حصلنا بشط‍ الفرات، وهم يقولونها الفراه، بالهاء، ولم أك أحقها حتى قرأت في بعض الكتب: إنه يقال:

فرات وفراه، كما يقال عنكبوت وعنكبوه، وتابوت وتابوه، هذا على أن يكون لغة لهم، ولا يكون على سبيل الاعتقاب (٢).


(١) -أي الصاحب، فكيا كلمة فارسية تستخدم للتعظيم والتفخيم، وتعني صاحب، ملك كبير، شجاع بطل، حامي الحدود.
(٢) -كتب ابن العديم في أسفل هذا النص: ملحق في محرم سنة ثمان وخمسين، أي قبل وفاته بعامين.

<<  <  ج: ص:  >  >>