[أبو محمد الأموي]
شاعر حسن الشعر، كان يسكن جبل السّماق، من نواحي حلب، قرأت له أبياتا في مجموع بخط القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني، نقلت منه ما صورته: أبو محمد الأموي ساكن جبل السماق:
يا صاحبي فدت نفسي نفوسكما … دعا الصبابة تستذكي وتستعر
إن الملامة لا تنفك تحدث لي … لجاجة كلما عنت لي الذّكر
وكيف بالصبر في أرض الحجاز على … نبوّها بي ونحو الشام لي وطر
يا صاحبيّ وقدما ما سألتكما … لمّا اسمدر (١) بساعات النوى النظر
هل تونسان بأعلى الشام هاضبة … أم تشهدان غريبا عنده الخبر
إن الغريب ولو دامت سلامته … وكان في نعمة تسري وتبتكر
تعتاده ذكر تمري بها درر … فما تزال دموع العين تبتدر
ما أنس لا أنس أياما لنا سلفت … والعود أخضر في أفنانه ثمر
هل مبلغ أهل قنسرين أن لهم … مني الثناء الى أن ينفد العمر
[أبو محمد الموصلي]
شاعر كان في عصر سيف الدولة أبي الحسن (١٩٠ - ظ) بن حمدان، وكان معه بحلب، لم يقع إليّ من شعره إلا أبيات خاطب بها سيف الدولة، وقد ماتت أم سيف الدولة نعم.
قرأت بخطط صالح بن ابراهيم بن رشدين، من مجموعه، قال: ماتت أم الأمير أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، فرثاها الناس على طبقاتهم فأطالوا، فقال أبو محمد الموصلي يخاطبه:
يا أميرا علا على النجم همه … مثل ما قد زرى على الخلق عزمه
أكثر الناس في التعازي وقالوا … كلّ معنى ينسي أخا الهم همّه
فاختصرت العزاء في نصف بيت … كل خطب إذا تعداك نعمة
(١) اسمدر: ضعف بصره أو شيء يتراءى للانسان من ضعف بصره عن السكر وغشي الدوار والنعاس. القاموس.