فلم أر في جميع الأرض أهلا … لذاك سوى أبو الحسن الرشيدي
فتى عذبت خلائقه فعمت … جميع الخلق من بيض وسود
رفيع المجد شهم هاشمي … شريف في الأبوة والجدود
جواد في مذاهبه جميل … سعيد حل في برج السعود
فلو حل السجود لوجه خلق … نعظمه سوى الصمد المجيد
لكان لأحمد المحمود مني … ركوعي ثم كان له سجودي
هو القيل المؤمل والمرجا … مدى الدنيا لبأس أو لجود
لقد أحيا أناسا بعد موت … فعاش القوم في عيش رغيد
أنال المستحقين العطايا … كذاك ينال في دار الخلود
وسد الثغر من بعد انثلام … بأقوام كأمثال الأسود
ولو لم يأت تدبيرا وعرفا … يشيب لهوله رأس الوليد
لكان الروم يغشونا وكانت … جموع جيوشهم في برقعيد (١)
لقد منّ الإله على البرايا … برأيك بل وبالعقل الحميد
لكم أصلحت ثلمة هدم ثغر … وكم أنشأت من حصن جديد
وكم جسرا عقدت على طريق … شققت بعقده بطن الحسود
بزائريك إذا ألمّوا … وتصغي للكلام وللنشيد (٢٩ - ظ)
وتنثر بعد ذاك لهم حديثا … كنظم الدر في عقد وجيد
نقلت من خط أبي الحسين علي بن المهذب المعري في تعليق له في التاريخ، سنة أربع عشرة-يعني-وثلاثمائة، وفيها: توفي أبو الحسن الرشيدي بحلب.
وسير الى بعض الشراف الهاشميين بحلب تاريخا جمعه أبو غالب همّام بن
(١) -بلدة بين الموصل ونصيبين في الجزيرة. معجم البلدان.