للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشاة وعذال وبرق ودمنة … ألا قل ما أجدت عليك وما تجدي

قرأت في كتاب «أدب الخواص» (١) تأليف الوزير أبي القاسم الحسين بن علي ابن الحسين بن المغربي قال: وأنشدنا يوما-يعني سيف الدولة أبا الحسن بن حمدان-في مجلسه القافية التي أولها إن الخليط‍ أجد البين فانفرقا

يعني من شعر زهير بن أبي سلمى، فأبدى استحسانا لها، فقال له النامي المصيصي أبو العباس أحمد بن محمد الدارمي: أراك كلفا بها، أفتحب أن أمدحك بخير منها؟ قال: نعم أشدّ الحب، فلما كان بعد أيام لقيه راكبا على نهر حلب المسمى قويق، قال: فترجل ووقف عليه سيف الدولة، وأخذ ينشد قصيدة في غاية الحسن أولها:

ما أنت مني ولا الطيف الذي طرقا … ردّ الكرى واسترد مني الأرقا (٢)

فأراد سيف الدولة كياده والعبث به، فأعرض عنه وأظهر استنقاصا لشعره، فقطع الانشاد في وسط‍ القصيدة، وركب ومضى-وسيف الدولة يراه-الى شاطئ النهر فخرقها وغسلها فاحتمله سيف الدولة، ولم ينكر ما كان منه، ودرست آثار هذه القصيدة فليس توجد في ديوانه.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد المؤدب إذنا (٣٦ - و) ومكاتبة عن أبي غالب بن البناء قال: أنبأنا أبو غالب بن بشران قال: حدثنا محمد بن علي بن نصر الكاتب: قال: وحدثني أبو القاسم علي بن محمد المنجم الرقّي قال: كان جميع أصحاب سيف الدولة يغتاظون من المتنبي ويتعصبون عليه للنامي، فلما عمل في وقعة بني كلاب القصيدة الرائية التي أولها:


(١) -وصلتنا قطعة صغيرة منه ليس فيها هذا الخبر.
(٢) -شرح ديوان زهير:٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>