فلم يطر حتى نقرنا الطبلا … فازداد منا وحشة وخبلا
حتى إذا طارت طيور الماء … والطائران فوق في الهواء
تصوبت كالنار لما اشتعلت … فجدّلت أربعة وارتفعت
ثمت عادا فأجدا في الطلب … فلحقا ما كان منها قد هرب
فصرعا أربعة وأربعه … وهبت الريح فصارت زوبعة
وجاءني العبد بسلوتين … كلاهما في ثقل وزتين
وجاء صياد بمخلاتي سملء … قد صادها منفردا وما ترك
ثم عدلنا نطلب الدراجا … وكان من كثرته أزواجا
فلم نزل نأخذ ما يطير … كبيرها المأخوذ والصغير
حتى أخذنا فوق تسعين عدد … والباز قد أسرع فينا واجتهد
ملنا جميعا فإذا الكراكي … طويلة الساقات والأوراك
لما رأى الباز أجد السيرا … ولا ترى أخبث منه طيرا
حتى إذا قاربها تعلقا … زاد علوا وسما وحلقا
ثم رمى بنفسه عليها … فكان موتا مسرعا إليها
فلم يزل يضربها وينصرع … وقد تحداها بموت وطمع
فعل الشواهين بطير الماء … إذا رأته وهو في السماء
حتى لقد صاد الكريم تسعه … وسبعة وسبعة وسبعه
صيدا ترى عدنه في جمعه … وذا من الباز لعمري بدعه
واتبع الغطراف طيرا قد هرب … لكل حتف سبب من السبب
بينا نسير فإذا الحبارى … واقفة كأنها حيارى
لما رآها الباز طابت نفسي … أرسلته فانسل مثل النمس
يطير فوق الأرض لا يدرى به … فأفرد البائس من أصحابه
لحقته وهو عليه ينتف … والقلب من خوف عليه يرجف