للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكم حمار كسرته حذفه … وضربة تقد منه كتفه

وكم غزال أخذته الخيل … حل به منها هناك الويل

وثابت الأكلب والصقور … والصيد قد لاح لها الكثير

قلت: اجمعوا الصيد وشدوه شلل … مما أصبننا بالسيوف والأسل

فجمعوا ما صيد بالكلاب … وبالصقور الفره في الشعاب

ثمت جاءوا بنعامتين … أحسن مما أبصرته عيني

قد شدتا وسيقتا في حبل … كعاشقين اجتمعا للوصل

رأيت صيدا لا يرى نظيره … غزلانها تقدمها حميره

وبقرات حمل تساق … كأنها في سيرها الرفاق

قلت اجمعوا صيدكم وسيروا … فما لصيد يومكم نظير

سرنا وقد حان أوان الظهر … حتى نزلنا فوق شط‍ النهر

قلت استريحوا ثم صلوا وكلوا … ثم اشربوا الراح هنيا وارحلوا

وأجج الطباخ نارا هائلة … يقلي ويشوي والنفوس مائلة (٤٦ - ظ‍)

إلى فراخ القبج والدراج … والراح إذ تشرب في الزجاج

وكلنا يذكر ما قد كانا … وما رأته عينه عيانا

قمنا جميعا كلنا قد هاله … ما قد رأى وسره ما ناله

قالوا: كذا الاقبال يا مولانا … بالله لا تعلم بذا سوانا

قلت كلوا أحويكم مشوية … فإنها بنية سرية

وقلت: لما شربوها راحا … وكلهم قد طاب واستراحا

سيروا بنا ندخل بالنهار … لينظر الناس إلى استظهاري

سرت وسار القوم بالسرور … نعيد ما كان من الطيور

حتى مررنا بشفير واد … إذا بشبلين على ميعاد

<<  <  ج: ص:  >  >>