للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحنة، أبو الجيش أميرك وسيدك ومن استحق بحسن طاعته له التقدم عليك، فلم يبايع العباس، فقام طبارجي وسعد الأيسر فأخذا سيفه ومنطقته وعدلا به الى حجرة من الميدان، فلم يخرج منها إلاّ ميتا، وبايع الناس كلهم لأبي الجيش وأعطاهم البيعة وأخرج مالا عظيما ففرقه على الأولياء وسائر الناس، وصحت البيعة لأبي الجيش يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ذي القعدة سنة سبعين ومائتين.

قال: وهذا ما كتب به أبو عبد الله أحمد بن محمد الواسطي الكاتب إلى أبي العباس أحمد بن الموفق بالله يستحثه على حرب أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون والخروج إليه قبل وقعة الطواحين بأيام، وبعد انصراف اسحاق بن كنداجيق، ومحمد بن أبي الساج، وجعفر بن يغامردي، والعساكر (٥٢ - ظ‍) معه عنه:

يا أيها الملك المرهوب جانبه … شمّر ذيول السرى فالأمر قد قربا

كم ذا الجلوس ولم يجلس عدوّكم … عن النهوض لقد أصبحتم عجبا

لا تقعدن على التفريط‍ معتكفا … واشدد فقد قال جلّ الناس: قد رهبا

ليس المريد لما أصبحت تطلبه … إلا المشمّر عن ساق وإن لغبا

فان نصبت فعقبى ما نصبت له … ملك تشاد معاليه لمن نصبا

طال انتظاري لغوث منك آمله … وما أرى منك ما أصبحت مرتقبا

ولو علمت يقين العلم من خبري … وما نهضت له في الله محتسبا

لسرت نحو امرئ قد جد مجتهدا … حتى يكون لما تسعونه سببا

أجاد مروان في بيت أراد به … عين الصواب وما أخطا وما كذبا

إذ قال حين رأى الدنيا تميد بهم … بعد الهدو وصار الحبل منقضبا

إني أرى فتنا تغلي مراجلها … فالملك بعد أبي ليلى لمن غلبا (١)


(١) -أراد مروان بن الحكم بأبي ليلى معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>