وهذا أبو الحسن هو جدّ جدّ أبي، وأول من ولي القضاء بحلب من بني أبي جرادة، وتولى القضاء بعد الثلاثين والأربعمائة، ورأيت كتابا مسجلا عليه مؤرخا بجمادى الآخر سنة خمس وثلاثين وأربعمائة.
وكان فقيها، فاضلا أديبا، قرأ الفقه على القاضي أبي جعفر محمد بن أحمد السمناني بحلب، وسمع الحديث من عمه أبي الفضل عبد الصمد بن زهير بن هرون، والقاضي أبي الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي أسامة.
وروى عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن سعد النحوي الحلبي عن أبي الطيب المتنبي جميع ديوان شعره.
وأمّه قرة العين ابنة محمد بن بكير بن العباس، وولد بحلب في غداة يوم الأربعاء الرابع عشر من ذي الحجة سنة ثمانين وثلاثمائة.
روى عنه ابنه القاضي أبو الفضل هبة الله بن أحمد بن أبي جرادة قاضي حلب (١١٩ - و).
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي طاهر بن سعد بن محمد الميهني الصوفي قراءة عليه قال: أخبرنا أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر بن عبد الله القرشي في كتابة قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة الحلبي قال: قرئ على القاضي أبي الفضل هبة الله بن أحمد بن أبي جرادة، وأنا أسمع، فأقرّ به وأجازه، قال: حدثني أبي القاضي أبو الحسن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة في العشر الأواخر من صفر من سنة تسع وعشرين وأربعمائة قال: حدثني عمي أبو الفضل عبد الصمد بن زهير بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو نصر اسحاق بن إبراهيم بن معروف البستي بمكة في المسجد الحرام قال: حدثنا أبو اسحاق إبراهيم ابن عبد الله بن عثمان بن بكر الكوفي قال: حدثنا وكيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبّوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه»(١).