للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كم وقفة لي بباب السوق أذكرها … مع أسرة ماتت الدنيا لموتهم

وكم على تل باب الحصن من أرب … أدركته عند خلّ من بني جشم

وكم على الجانب الشرقي لي خلس … مع فتية يدرؤون الهم بالهمم

مهلهليّون لا يألون في كرم … جهدا ويرعون حقّ الجار والذمم

عاقرتهم وجلابيب الصبا قشب … وعارضي غير محتاج إلى الكتم

يا ليت شعري وليت أصبحت غصصا … هل يجمع الله شملي بعد بينهم

وما كفى الدهر مني أن نأى بكم … عني وغادرني لحما على وضم

حتى أراني حصار الكفر ثانية … بناظر غرق تحت الدموع عم

صبرا لعلي أرى للدهر عاطفة … تدبّ فينا دبيب البرء في السّقم

فالله يعقب أهل الصّبر إن صبروا … وصابروا بنعيم غير منصرم

الكفر قرية كبيرة من الجزر من كورة مرتحوان ولها مغائر كان الفرنج إذا أغاروا على البلد دخلوا واحتموا فيها ومعهم أهل يحمول وبيت رأس وهي ثلاثة قرى مجتمعات يسمع في كل قرية صوت من يصيح في الأخرى، فكان الفرنج يحصرونهم في المغائر فلا يقدرون عليهم. (٤٤ - و).

أنبأنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى قال أجاز لنا أبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير القيسراني وقال في معرة مصرين، ورأيته أنا بخطه في ديوان شعره:

معرّة مصرين (١) … ناهيك مصرا

محلاّ محلى بهاء وفخرا

أرق البقاع هواء وماء … وأبهى المنازل دارا وقصرا

أقمت بها يوم صدر أغر … يضاهي وجوها من القوم غرا

ووا لهفتا لو أعان الزمان … خلعت على ذلك اليوم شهرا

(٤٤ - ظ‍)


(١) -كذا ضبطت في الاصل، مع انها ضبطت في المرات السابقة بفتح الميم، وهكذا ضبطها ياقوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>