ووصل الى حلب وأقام بها الى أن مات، وحدث بها عن أبي عبد الله محمد بن علي الحرّاني، وسمعت منه عنه، وكان يميل أولا الى مذهب أهل الظاهر، ثم مال الى التشيع عند مقامه بحلب رحمه الله.
أخبرنا الملك المحسن أبو العباس أحمد بن الملك الناصر يوسف بن أيوب بحلب بالمسجد الجامع بين يدي المحراب قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن الحرّاني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد ابن محمد الفرّاوي قال: أخبرنا أبو يعلى اسحاق بن عبد الرحمن الواعظ قال:
أخبرنا أبو سعيد بن محمد الصوفي قال: أخبرنا محمد بن أيوب البجلي قال:
أخبرنا مسلم قال: حدثنا هشام قال: حدثنا قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى تجاوز لي عن أمتي ما لم تتكلم به ولم تعمل به أو ما حدثت به أنفسها»(١).
توفي الملك المحسن أحمد بن يوسف بحلب يوم الأحد الخامس والعشرين من محرم سنة أربع وثلاثين وستمائة وقت الظهر، وأوصى أن يصلي (١٤١ - و) عليه القاضي زين الدين أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قاضي حلب، فصلى عليه بالجامع بحلب؛ وأوصى أن يحمل الى الرقة ويدفن بها بالقرب من عمار بن ياسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمل إليها بعد أن صلي عليه وحضرت الصلاة عليه ودفن الى جانب قبر عمار رضي الله عنه، لما مررت بالرقة وزرت بها عمارا، رأيت قبره الى جانبه رحمه الله وإيانا. (١٤١ - ظ)
(١) -انظره في الجامع الصغير للسيوطي:١/ ٢٠٦٠ (١٧٠٤).