كتاب النسب (١) للزبير بن بكار بروايته عن الحافظ أبي القاسم الدمشقي.
روى عنه العماد أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد في كتاب الخريدة، وروى لنا عنه شيئا من شعره القاضي أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن الخشاب، والشريف أبو المحاسن عبد الله بن محمد بن عبد الله الهاشمي الحلبيان.
وكان فاسقا مدمنا لشرب الخمر، منهمكا في الخلاعة (١٨٠ - ظ) فأعرض الناس عن السماع عليه لذلك، أدركته بحلب ولم يتفق لي الاجتماع به البته، وكان أول دخوله الى حلب على ما قرأته بخطه في بعض تعاليقه في جمله الملك العادل محمود ابن زنكي بن آق سنقر في المحرم سنة تسع وخمسين وخمسمائة.
وسمعت الصدر القاضي بهاء الدين أبا محمد الحسن بن إبراهيم بن الخشاب الحلبي يقول: ورد الشريف الادريسي الى حلب بعد الستين والخمسمائة، وأقام بها واختلط بأهلها، وهو على طريقة حسنة من التزمّت والوقار.
قال: وغلب عليه في آخر عمره حب الخمر والتهتك فيه ومعاشرة الأراذل والسفلة.
قال لي: وكنت إذا اجتمعت به أو لقيته ألومه على ذلك، وأعنفه فيقول لي:
إن هؤلاء اللفيف الأخساء إذا جلست معهم لا أعبأبهم، ولا أتحفظ منهم، وتحصل لي الراحة بصغر أقدارهم واطراحهم، وأنا فمكب على النسخ، متى جلست معهم لا أكلمهم ولا يكلمونني، ولا يكلفوني شططا.
وقد ذكر قصته معهم في قصيدته الرائية التي نظمها بعد الستمائة، وهي مشهورة يعرض فيها بالمباحية وغيرهم، أولها:
أعلي إن خلعت فيك العذارا … حسبة أو لزمت فيك الوقارا
وأعرضت عن ذكر القصيدة، وإن كانت من لطيف الشعر، لما فيها من السخف والخلاعة وذكر ما لا يليق ذكره بأهل العلم.
(١) -يرجح انه يريد به جمهرة نسب قريش، وقد عثر على قطعة كبيرة منه طبعت في القاهرة بعناية الاستاذ محمود شاكر.