للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرائد درره ولآليه، ولعلمت إذا لم يكن هكذا فلغو، وأنه اذا لم يبلغ هذا الحد من الجد فهجر ولهو، ومن الذي أتى في وصف السن المقلوع بمثل هذا الفن المطبوع، فهل سبقه أحد الى معناه، وهل في هذا النمط‍ ساواه (١).

أنشدنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الحلبي قال: أنشدنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، ح.

وأنشدنا محمد بن أحمد بن علي الفنكي قالا: أنشدنا أبو المظفر أسامة بن علي الكناني لنفسه:

لم يبق لي في هواكم أرب … سلوتكم والقلوب تنقلب

أوضحتم لي سبل السلو وقد … كانت لي الطرق عنه تنشعب

إلام دمعي من هجركم سرب … قان وقلبي من غدركم يجب

إن كان هذا لأن تعبدني السح‍ … با فقد أعتقني الريب

أحببتكم فوق ما توهمه ال‍ … خلق وخنتم أضعاف واحسبوا (٢)

أورد أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب هذه الأبيات في الخريدة وقال:

(٢١٠ - ظ‍) تأمل معاني هذه الأبيات بعين التأني والثبات تعرف أن قائلها من ذوي الحمية، والنفوس الأبية، والهمم العلية وكل من يملكه الهوى ويسترقه قلما يطلقه السلو ويعتقه، إلاّ أن يكون كبيرا غلب عقله هواه، واستهجن في الشهوات المذمومة نيل مناه، وقوله «قد أعتقني الريب» في غاية الجودة، ونهاية الكمال، أعذب من الزلال، وأطيب من الحلال، وألعب بقلوب المتيمين من نسيم الشمال (٣)

أنشدنا شيخ الشيوخ تاج الدين أبو محمد عبد الله بن عمر بن علي بن حموية قال: أنشدنا مؤيد الدولة أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن منقذ لنفسه:


(١) - المصدر نفسه:١/ ٤٩٩ - ٥٠٠.
(٢) -ديوانه:١٠٩.
(٣) - الخريدة:٥٠١/ ٥٠٢/١.

<<  <  ج: ص:  >  >>