للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قضوا بي أنظر نحو قومي نظرة … فلم يقف الحادي بنا وتغشمرا

فوا حزنا إذ فارقونا وجاوزوا … سوى قومهم أعلى حماة وشيزرا (١)

وقال أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب في ذكر حماة: وهي مدينة قديمة وعلى نهر يقال له الأرنط‍ وأهل هذه المدينة قوم من يمن، والأغلب عليهم بهراء وتنوخ. وعدّها ابن واضح من عمل حمص لكن البشاري ذكرها وشيزر ورفنيه من مدن حلب.

وذكر أبو العلاء المعري أنها من العواصم.

ورفنية مدينة قريبة من حماة خربت ودثرت.

وقيل إنما سميت حماة لأنه نزل بها الحماني بن كنعان بن حام.

أنشدني أبو الربيع سليمان بن ينيمان بن أبي الجيش بن ينيمان الإربلي لنفسه:

سقى زمنا بربع حماة ولّى … هزيم الودق منهلّ الرّباب

حتى يستطير البرق فيه … كمتن السيف سلّ من القراب

فكم سلفت لنا فيها ليال … سرقناهنّ من عصر التّصابي

وكم صدنا بها من ظبي إنس … رخيم الدلّ مقتبل الشباب

يريك إذا بدا أنوار وجه … كشمس الأفق تسفر عن نقاب

وعاصيها يصفّق حين تشدوا الحمائم … فوق أغصان رطاب

ترى الأنهار منها في اصطخاب … إذا الورقاء أبدت في انتحاب

فكم من جدول ينساب فيه … على الحصباء جريا كالحباب

وبدر التّمّ قد ألقى سناه … عليه فهو فضّي الإهاب

فلا تعدل بعاصيها قويقا … فأين الدّوح من تلك الهضاب


(١) -ديوانه،١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>