ابن محمد بن طلحة النّعالي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبيد الله بن يوسف قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السمّاك قال: حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن إسحاق بن سنين الختّلي قال: حدثني عثمان بن سعيد الأنطاكي قال: حدثنا علي ابن الهيثم المصيصي عن عبد الحميد بن بحر عن سلام الطويل عن داود بن يحيى مولى عون الطفاوي عن رجل كان مرابطا في بيت المقدس وبعسقلان قال: بينا أنا أسير في وادي الأردن إذ أنا برجل في ناحية الوادي قائما يصلي فإذا سحابة تظله من الشمس، فوقع في ظني أنه الياس النبي عليه السلام، فانتبه، فسلمت عليه، فانفتل من صلاته فرد علي السلام، فقلت له: من أنت رحمك الله؟ فلم يرد علي شيئا، فأعدت القول مرتين، فقال: أنا الياس النبي، فأخذتني رعدة (٥٥ - و) شديدة خشيت على عقلي من أن يذهب، فقلت له: إن رأيت رحمك الله أن تدعو لي أن يذهب الله عني ما أجد حتى أفهم حديثك، فدعا لي ثمان دعوات، قال: يا بريا رحيم يا قيوم يا حنان يا منان يأهيا شراهيا (١)، فذهب عني ما كنت أجد، فقلت له:
إلى من بعثت؟ قال: إلى أهل بعلبك، قلت: فهل يوحى إليك اليوم؟ قال: منذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين فلا، قال: قلت: فكم من الأنبياء في الحياة؟ قال: أربعة، أنا والخضر في الأرض، وإدريس وعيسى في السماء، قلت:
فهل تلتقي أنت والخضر؟ قال: نعم في كل عام بعرفات وبمنى، قلت: فما حديثكما؟ قال: يأخذ من شعري وآخذ من شعره، قلت: فكم الأبدال؟ قال: هم ستون رجلا، خمسون ما بين عريش مصر إلى شاطيء الفرات، ورجلان بالمصيصة، ورجل بأنطاكية، وسبعة في سائر أمصار العرب، وهم بهم يسقون الغيث، وبهم ينصرون على العدو، وبهم يقيم الله أمر الدنيا حتى إذا أراد الله أن يهلك الخلق كلهم أماتهم جميعا.
وقد رواه أبو حذيفة إسحاق بن بشر عن محمد بن المفضّل بن عطيه عن داود بن يحيى عن زيد مولى عون الطفاوي نحوه، والله أعلم.