منها، وقدم حلب وافدا على الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب وخدمه، فأقبل عليه وقبله ورتب له معلوما بحلب أجراه عليه، وأحسن بذلك اليه (٢٨ - ظ).
واجتمعت به بحلب مرارا وجرى بيني وبينه محادثات، وذكر لي أنه اختصر اللمع في النحو لابن جنّي في ورقة واحدة مخذولة ولم أرها ولا سمعت منه شيئا من نظمه.
روى عنه العماد أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب، ونصر بن أبي الفنون النحوي، وروى لنا عنه شيئا من شعره الأوحد محمد بن عبد الله الزبيري الدمشقي، وعلي بن محمد التلمساني القاضي، ومن شعره ما وجدته في بعض مجموعاتي:
يا بدر تم هيجت شو … قي لرؤية المنازل
وغدت أدلته على … ما قلت فيه من الدّلائل
ظن الشمول بريقه … تخفى فأسكر بالشمائل
رشأ تفقه في الخلاف … فصار يلقيه مسائل
لا تقبلن من الوشاة … وتقبلن على العواذل
فالعين قد جنّت ببعد … ك والدموع لها سلاسل
قرأت في كتاب نصر بن أبي الفنون النحوي قال: للأسعد أبي المكارم أسعد بن الخطير ابن مماتي مما أنشدني:
خليج كالحسام له صقال … ولكن فيه للرائي مسرة
رأيت به الملاح تجيد عوما … كأنهم نجوم في مجرّة
قال ابن أبي الفنون: ولابن مماتي في صبي مليح نحوي مما أنشدني: (٢٩ - و)
وأهيف أحدث لي نحوه … تعجّبا يعرب عن ظرفه
علامة التأنيث في لفظه … وأحرف العلة في طرفه
قال: ومما أنشدني له في خياط مليح: