وخمسمائة، وقد حدث به عنه موفق الدين أبو العباس أحمد بن أبي القاسم بن أحمد القيسي الاسكندري في سنة أربع وعشرين وستمائة.
روى لنا عنه أبو المحامد اسماعيل بن حامد شيئا من شعر غيره خرجه عنه في معجم شيوخه.
أخبرنا أبو المحامد القوصي قال: أنشدني الأمير الأجل بهاء الدين ربيب الدولة أبو المعالي أسعد بن عمار بن سعد بن عمار أبياتا قيلت في أبي أيوب سليمان ابن محمد المورياني وزير أبي جعفر المنصور لما نكبه المنصور وأشار هذا الشاعر في أبياته إلى قتل أخيه السفاح لأبي سلمة حفص بن سليمان الخلال رحمه الله:
قد رأيت الملوك تحسد من قد … قلدوه أزمة التدبير
إذا مالئوا له الأمر والنهي … رموه من عرفهم بنكير
شرب الكاس بعد حفص سليما … ن ودارت عليه دوائر التدبير
أسوأ الحالين حالا لديهم … من تسمي بين الورى بالوزير
قال القوصي: ومن العجائب والغرائب أنني بعد مفارقتي له من الموصل، وهو في عزه ونفاذ حكمه مخافة وهيبة، وارتسام رسمه، لم أصل إلى مدينة حران حتى بلغني أن أتابك الموصل نور الدين قد قبل قول أعداؤه في فساد أحواله، وأنه قبض عليه ونكبه واستأصل جميع أمواله وحبسه بالموصل إلى أن توفي رحمه الله في اعتقاله. وكان انشاده لي في شعبان.
شاهدت بخط الربيب أبي المعالي أسعد بن عمار رحلته من خلاط إلى مكة شرفها الله في سنة ثلاث وستين وخمسمائة، ثم أتبعها برحيله إلى الشام متقدما على عسكر الموصل في سنة ست وثمانين، وذكر في أولها فصلا من أحواله، فأحببت نقله لما فيه من ذكر شيء من أموره، وحقيقة حاله، وصورته:
أما بعد: فلما وفق الله سبحانه وأثبتّ منازل الحج، وما تأتى في تلك السفرة الميمونة، وكانت حجة الإسلام، فإنني قضيتها في شهور سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وكنت حينئذ في خدمة الملكة شاه بانوان ابنه بيلدق بن علي بن أبي القاسم،