للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلو اجتلى عبد الرحيم جمالها … لأقر أنك عندليب زمانها

لم يأتنا فصحاء مصر بمثلها … شرفت بها حلب على بيسانها

يريد بعبد الرحيم القاضي ابن البيساني.

وأنشدني أسعد بن يحيى السنجاري لنفسه عذرا من الخضاب.

ولاح لا مني لما رآني … أسود لون شيبي بالخضاب

فقلت له: جهلت مكان قصدي … وذا حزن على عصر الشباب

وأنشدني لنفسه من أبيات:

من منصفي من ملول لج في الطلب … يظل يلعب والأشواق تلعب بي

مستعرب من بني الأتراك ما تركت … أيام جفوته في العيش من أرب

مناني من لذة الدنيا بأجمعها … تقبيل درّي ذاك المبسم الشنب

(٤٣ - و) ومنها:

لله ليلتنا والكاس دائرة على … الندامى ووجه البدر لم يغب

بكر إذا قرعت بالماء أولدها … بكر السرور فيا فخرا ابنة العنب

كادت تطير وقد طرنابها فرحا … لولا الشباك التي صيغت من الحبب

تخالها بيد الساقي وقد مزجت … منثور در طفا في مايع الذهب

قال لما أنشدني هذه الأبيات عند قوله «كادت تطير»: هذا معنى مبتكر لم أسبق إليه.

وقال لي أبو الفتح النقاش الحلبي بعد ذلك: هذا البيت أخذه بعينه من بعض المغاربة لفظا ومعنى.

قال لي علي بن ادريس الحمصي الشاعر: توفي البهاء السنجاري في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وستمائة، ثم قرأت في تاريخ علي بن أنجب، المعروف بابن الساعي، بلغني أن أسعد بن يحيى السنجاري هذا توفي بسنجار في المحرم من سنة (١) أربع وعشرين وستمائة.


(١) -ليس في المطبوع من تاريخ ابن الساعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>