من السنة المذكورة، وكان وافر الفضل، حسن الخط، مليح العبارة، جيد الترسل، يقول الشعر الجيد، وينشئ الفصول الحسنة، سمعنا منه.
قال لي أبو السعادات بن حمدان: توفي أسفنديار ببغداد في الليلة التي صبيحتها يوم الخميس تاسع ربيع الأول سنة خمس وعشرين وستمائة.
وسألت حفيده علي بن علي بن أسفنديار عن وفاة جده فقال: توفي ببغداد بالرباط العتيق المعروف بالقيساوية في ذي الحجة من سنة أربع وعشرين وستمائة، ودفن بمشهد عبيد الله.
والصحيح هو الأول، وقد أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي قال في ذكر من مات سنة خمس وعشرين وستمائة في كتاب التكملة لوفيات النقلة:
وفي ليلة (٤٥ - ظ) التاسع من شهر ربيع الأول توفي الشيخ الأجل الفاضل أبو الفضل أسفنديار بن موفق بن أبي على البوشنجي الأصل، الواسطي المولد، البغدادي الدار، المقرئ، الواعظ، الكاتب، ببغداد، ودفن من الغد بمشهد عبيد الله.
قرأ القرآن الكريم بواسط على جماعة منهم أبو الفتح المبارك بن أحمد بن زريق الحداد، وقرأ الوعظ على أبي المجد علي بن المبارك، وسمع ببغداد من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد، وأبي المعالي بن بنيمان، وأبي الأزهر محمد ابن محمود بن حمّود، وقاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد الحديثي، وغيرهم.
وحدث وتكلم في الوعظ مدة، وكان وافر الفضل، مليح العبارة حسن الخط، وله شعر جيد، وترسل جيد، ومولده في رجب سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة (١).